إن الإختراعات التي تزيد من العلاقات الإنسانية بين أفراد المجتمع تلقى رواجاُ أسرع من غيرها بل تنتشر انتشار النار في الهشيم، فتصبح حديث الشارع وشغلها الشاغل، فغدت وسائل الإتصال أكثر الإختراعات التي يتجاوب معها الإنسان نظرا لتحقيقها حاجة ماسة له، ألا وهي "التواصل"،
لذلك نجد أن شبكات التواصل الاجتماعي تلاقي رواجاً ونجاحاً باهراً بين أفراد المجتمع، بل إمتدت إلى ربط العلاقات الانسانية بين أقطار العالم وقاراته وبلدانه، فمن خلالها أصبحت الكرة الأرضية قرية صغيرة يمكنك التجوال في ثناياها من خلال التحكم ببعض الأزرار على لوحة المفاتيح في حاسوبك الشخصي.
شبكات التواصل الإجتماعي :
ماهي إلا برمجيات مصممه من قبل أشخاص ذوي مهارة وإختصاص، تسمح للناس بالتواصل والتفاعل حول فكرة أو موضوع أو هدف معين، بل ويمكننا أن نصف شبكات التواصل الاجتماعية بأنها مجموعة من الأفراد غالبا يطلق عليهم اسم أصدقاء مرتبطين معا ويتبادلون أفكاراً تجمعهم معا. وتستخدم شبكات التواصل الاجتماعية تقنيات الويب لربط هؤلاء الأفراد معا، للاستفادة من قدرة الشبكة العنكبوتية على كسر حاجز الزمان والمكان.
شبكات التواصل الإجتماعي والتعليم :
قد لفت الإنتشار الواسع لهذه الشبكات مثل الفيسبوك "Facebook" وتويتر "Twitter" وغيرهما أنظار القائمين على المؤسسات التربوية في دول العالم، فهي تمثل بيئة مناسبة لتعليم مختلف ومتقدم عن التعليم التقليدي, لتنطلق إلى تعليم منفتح يعتمد التواصل والمشاركة أساساً للعملية التعليمية كبديل عن التلقين، كما تعطي أفقاً واسعاً لتبادل الخبرات والأطلاع على تجارب أخرى يمكن الإستفادة منها في رفع الأبتكار والإبداع لدى الطالب. لذلك أجمع عدد من المختصين بالتعليم الإلكتروني على أن شبكات التواصل الإجتماعية تمثل بيئة مناسبة لتعليم حديث ومتطور ويلبي حاجات الفرد، ويتماشى مع الثورة التكنولوجية العالمية.
ساعد في ذلك إنتشارها بين أفراد المجتمع، وامكانية الوصول إلى تلك الشبكات حتى من خلال الأجهزة المحمولة التي أصبحت منتشرة بين كافة شرائح المجتمع، وإنتشار شبكات الإنترنت فضلاً عن سهولة إستخدمها. فأصبحت جزءاً من حياتهم اليومية، لذلك كان استخدامها كوسيلة للتعليم أمراً طبيعياً لا يمثل عبئا عليهم، ويخلط المتعة بالعلم للوصول إلى المعرفة المنشودة.
تجارب عالمية لإستخدام شبكات التواصل في التعليم :
التجربة الصينية :
في حواضر الأقاليم الصينية،إستخدمت شبكات التواصل الاجتماعي لتوطيد العلاقة بين المعلم والمتعلم، ويشير "رونغواي هوانغ" إلى أن التجربة كسرت روتين التدريس، وصار الطالب أكثر قـدرة على الإبداع. والمخطط التعليمي الصيني يمكن أن يحقق المزيد من المنفعة للطلاب، حيث يوفـر مبدأ التحفيز والترغيب، ويضمن الوصول بهم إلى أكبر قدر من الحماسة، خاصة عندما يتعلق الأمر بدروس قد يراها البعض معقدة، منها على سبيل المثال دروس تعلم اللُغات الأجنبية، التي تعتمد بشكل أساسي على الانفتاح والحوار، والانسجام داخل المحيط الدراسي.
التجربة الأمريكية:
وهي مطبقة حديثــا في كثير من المدارس والمعاهد الرسمية والخاصة، وتـمارس على نطاق واسع من قِبل المعلمين والطلاب، فتشير "كرستين جرينهو" إلى أن إدراج المناهج التعليمية في الشبكات الاجتماعية تساعد على جعل المدارس أكثر أهمية وذات مـغـزى للطـلاب، وصار المعلمون قادرين على زيادة انخراط الطـلاب في التعليم، ورفع الكفاءة التكنولوجية، وتعزيز روح التعاون في الفصول الدراسية، وبناء مهارات اتصال أفضل، وتـُضيف إن التفكير ليس فقط في دمج التكنولوجيا الخاصة بك، ولكن في خلق مهام أكثر إلحاحــًا، وسوف يتطوَّر التفكير الناقد وحل المُشكلات، والقدرة على المُشاركة العالمية لدى الطُلاَّب»
. لذلك لا يوجد لنا نحن أمة العرب، أمة العلم والقلم، عذر في أن نقدم لأبنائنا تعليماً متميزاً متطوراً من خلال استخدام تلك الأدوات البسيطة والفعالة, لاسيما أن عددا كبيرا جدا من شبابنا يستخدمون هذه الشبكات ولكن لا يوظفونها فيما يعود عليهم وعلى مجتمعاتهم بالفائدة.
المراجع :
http://elearning.iugaza.edu.ps